14 November 2013
أبو إبراهيم الديري:
يقصف طيران الميغ مدينتي كل يوم من خمس إلى عشرة مرات يومياً.مخلفا عشرات الضحايا. منذ قرابة شهرين حلقت طائرة في سماء المدينة في جولة قصفها الصباحية المعتادة. كانت الطائرة تحلق فوق المدينة فيما بدا أنه كان مناورة بهدف تدمير جسر السياسية، المعبر الوحيد الذي يصل الريف بالمدينة.
كنت جالسا أنا واصدقائي أمام المنزل. سمعنا صوت الطائرة، فاختبأ سكان الحي في اماكن يفترض أنها آمنة خوفاً من القصف، وبحكم عملي كناشط اعلامي في الثورة قلت ممازحا اصدقائي: “سأصعد لإسقاطها بكمرتي”، فسخروا مني. صعدت بسرعة إلى مكان استطيع فيه تصويرها كي أوثق أين تقصف ليشاهد العالم ما تفعله قوات النظام.
ظلت الطائرة تحوم وتناور في السماء اكثر من ثلاثة وعشرين دقيقة وانا أتابعها بكاميرتي المتواضعة. فجأة هوت بشدة، ارتطمت بالارض محدثةً انفجاراً كبيراً. لم تتعرض الطائرة لأية ضربة من مضاد أرضي، كل ما في الأمر أنها هوت كصخرة من نفسها.
ولشدة فرحتي بسقوط الطائرة صرخت: “الله اكبر”، وناديت أصدقائي ليشاهدوا سقوط الطائرة، خرجوا يحمدون الله ويكبرون معي .وكالعادة وضعت شريط الفيديو على قناتي في موقع اليوتيوب.
بعد أيام وصلني شريط فيديو من قناة فوكس نيوز الامريكية يظهر نقاشاً بين مذيع القناة وضيفه السنياتور جون مكين حول شريط الفيديو الذي وثقته لسقوط الطائرة
المذيع نعتني بالمتطرف والإرهابي فقط لأنني قلت عند سقوط الطائرة “الله أكبر”، في حين اعتبر ماكين ردة فعلي طبيعية فانا كنت فقط اشكر الله. وأنا أشكر السيناتور ماكين على فهمه الجيد لطريقة كلامنا. لا أحمل أية ضغينة ضد قناة فوكس، كل ما في الأمر أننا نقول “الله أكبر” حتى عندما يربح فريق كرة القدم الذي نشجعه، وهذا لا يعني أننا في حرب مقدسة.
أتسائل اليوم وبعد حوالي العامين من قصف النظام لمدينتي، لماذا لم يصف المذيع الطيار بالارهابي رغم أنه قتل المدنيين، ودمر المدارس والمشافي والمنازل؟
الآن على الأقل، لن تقصفنا هذه الطائرة مجدداً، وأحمد الله على هذا.
No comment yet, add your voice below!